المدة الزمنية 3:29

قصيدة حافظ إبراهيم في محمد عبده / مات الإمام فيا سماء تفطري الإمارات العربية المتحدة

1 651 مشاهدة
0
45
تم نشره في 2020/01/31

القصيدة كاملة : لِـمَ لا تـجيب وقد دعوتُ مرارا يـكـفـي سكوتُك أربعينَ نهارا كَـثُـرَ التخبّطُ والحقائقُ حُجّبتْ عـنـا وأمسى المسلمون حيارى يـتـسـاءلون وقد عرَتهم سكرةٌ عـمَّـا عـراكَ وما هُمُ بسُكارى فـاجْـلُ الصَّوابَ لنا كما عوَّدتنا يـقـظا ً ومـزِّق دونه الأستارا ما كان عهدي حين يقصدك الورى عـند اشتدادِ الخطْبِ أن تتوارى فـيـمَ احـتجابُك في فلاة ٍ بلقعٍ لا دارةً فــيـهـا ولا ديّـارا الـكونُ عن مسعاكَ ضاقَ نطاقُهُ فـعـلامَ تـتّـخـذ المقابرَ دارا لـلـمـسلمين إليك أكبرُ حاجةٍ فـإذا قـضيتَ فما قضَوا أوطارا مـن ذا يـناضل عن شريعةِ أحمدٍ ويـذود عـن أكـنافها الأخطارا ويـصـون دينَ اللهِ من شُبه العدا ويـردّ غـارةَ مـن بـه يتمارى ويـذبّ عـن آيِ الكتابِ بحكمةٍ ويـذيـق مـن بـاراه فيه تبارا ويـجـيء فـي تفسيره بعجائبٍ ويـذيـع مـن مكنونه الأسرارا ويـطـهّـرُ الإسـلام مـما شابَهُ ويـزيـلُ عـن غدرانه الأكدارا ويـذكّـر الـعلماءَ ألاّ يغمضوا عـمـا اقـتـضاه زمانهم أبصارا ويـجـادل الأشـرارَ بالحسنى فلا يـنـفـكّ حتى يصبحوا أخيارا ويـجـدّد الـعـربية الأولى وقد صـارت بـغـفـلةِ أهلها آثارا ويـعـيـدُ لـلإنشاءِ سابقَ مجدِهِ ويـشـيـد فـي أنهاره ما انهارا ويـردّ أعـوادَ الـمـنـابرِ جذلةً لا تـحـسـد الأعواد والأوتارا ويـبـثُّ بـين الخلق غرَّ خلائقٍ بـعـظـاتـه ويـنـبّهُ الأغرارا ويـحـثُّ أهلَ المالِ أن يتوسّطوا فـي الـبـذلِ لا سرفاً ولا إقتارا ويـرود صرعى الجود في وزرائنا لـيـحـطَّ عـن فقرائنا أوزارا يـقـضي حوائجَ سائليه فلا يرى فـي نـفـسه سأماً ولا استكبارا ويـعـلّـمُ الناسَ الأمانةَ والوفا والـصـدقَ والإخلاصَ والإيثارا ويـظـلّ بالإصلاح مغرىً كلّما وجـدَ الـسبيلَ إلى صلاح ٍ سارا حـتـى كـأنَّ عليه عهداً للعلا أن يُـصْـلحَ الأخلاقَ والأفكارا إنْ كـان فـينا مرشد يقوى على ذا الـعـبء أوسعْنا له الأعذارا أو لا فـأولـى أن تفيضَ نفوسُنا هـلـعـاً وتسعى للمنون بدارا مـاتَ الإمـام فيا سَماء تفطَّري فِـلَـذَاً وطـيـري يا بحارُ بخارا وتـصدَّعي يا أرضُ وانضُبْ فجأةً يـا نيلُ وأمطرْ يا سحابُ حجارا وقفي مكانَكِ يا كواكبُ واسقطي كِـسَـفَـاً وخرّي يا جبالُ نِثارا وذرِي رحابَ الجو تبعثُ صَرْصَرَاً يـا ريـحُ وأسـري بيننا إعصارا لا خـيـرَ بعد محمدٍ في العيش إنْ كـانـت نـفوسُ الخالفين صغارا __________________

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 14