المدة الزمنية 36:25

المنطق ج ۱:درس 07:استاد علامہ ظفر عباس شہانی دام عزہ الإمارات العربية المتحدة

بواسطة Shahani. Net
1 349 مشاهدة
0
36
تم نشره في 2019/05/18

الجهل و اقسامه لیس الجهل إلا عدم العلم ممن له الاستعداد للعلم والتمکن منه، فالجمادات والعجماوات لا نسمیها جاهلة ولا عالمة، مثل العمى، فإنه عدم البصر فیمن شأنه أن یبصر، فلا یسمى الحجر أعمى. وسیأتی أن مثل هذا یسمى (عدم ملکة) ومقابله وهو العلم أو البصر یسمى (ملکة)، فیقال أن العلم والجهل متقابلان تقابل الملکة وعدمها. والجهل على قسمین کما أن العلم على قسمین لأنه یقابل العلم فیبادله فی موارده فتارة یبادل التصور أی یکون فی مورده وأخرى یبادل التصدیق أی یکون فی مورده، فیصح بالمناسبة أن نسمی الأول (الجهل التصوری) والثانی (الجهل التصدیقی). ثم إنهم یقولون أن الجهل ینقسم إلى قسمین: بسیط ومرکب. وفی الحقیقة أن الجهل التصدیقی خاصة هو الذی ینقسم إلیهما، ولهذا اقتضى أن نقسم الجهل إلى تصوری وتصدیقی ونسمیهما بهذه التسمیة. وأما الجهل التصوری فلا یکون إلا بسیطاً کما سیتضح. ولنبین القسمین فنقول: 1- (الجهل البسیط) أن یجهل الإنسان شیئاً وهو ملتفت إلى جهله فیعلم أنه لا یعلم، کجهلنا بوجود السکان فی المریخ، فإنا نجهل ذلک ونعلم بجهلنا فلیس لنا إلا جهل واحد. 2- (الجهل المرکب) أن یجهل الإنسان شیئاً وهو غیر ملتفت إلى أنه جاهل به، بل یعتقد أنه من أهل العلم به، فلا یعلم أنه لا یعلم، کأهل الاعتقادات الفاسدة الذین یحسبون أنهم عالمون بالحقائق، وهم جاهلون بها فی الواقع. ویسمون هذا مرکباً ﻷنه یترکب من جهلین: الجهل بالواقع والجهل بهذا الجهل. وهو أقبح وأهجن القسمین. ویختص هذا فی مورد التصدیق ﻷنه لا یکون إلاّ مع الاعتقاد. لیس الجهل المرکب من العلم: یزعم بعضهم دخول الجهل المرکب فی العلم فیجعله من أقسامه، نظراً إلى أنه یتضمّن الاعتقاد والجزم وإن خالف الواقع. ولکنا إذا دقّقنا تعریف العلم نعرف ابتعاد هذا الزعم عن الصواب وأنه أی هذا الزعم من الجهل المرکب، ﻷن معنى (حضور صورة الشیء عند العقل) أن تحضر صورة نفس ذلک الشیء أما إذا حضرت صورة غیره بزعم أنها صورته فلم تحضر صورة الشیء، بل صورة شیء آخر زاعماً أنها هی. وهذا هو حال الجهل المرکب، فلا یدخل تحت تعریف العلم. فمن یعتقد أن اﻷرض مسطحة لم تحضر عنده صورة النسبة الواقعیة وهی أن اﻷرض کرویة، وإنما حضرت صورة نسبة أخرى یتخیل أنها الواقع. وفی الحقیقة أن الجهل المرکب یتخیل صاحبه أنه من العلم، ولکنه لیس بعلم. وکیف یصح أن یکون الشیء من أقسام مقابله، والاعتقاد لا یغیر الحقائق، فالشبح من بعید الذی یعتقده الناظر إنساناً وهو لیس بإنسان لا یصیره الاعتقاد إنساناً على الحقیقة.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 4