هذه الأدلة التي تثبت بطلان الصلاة بالتباعد وأن
التباعد بين المصلين في الصف محدث .
هذه المسألة مرجعها إلى ثلاث :
الأولى: حكم تسوية الصفوف
اختلف الفقهاء فيها إلى قولين:
- القول الأول : هو الاستحباب
استدلوا: بحديث " فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة " .
- القول الثاني : الوجوب ؛ وهو الذي عليه المحققون من أهل العلم وهو
قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره، وهو الصحيح، والأدلة :
١- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستواء والتراص .
" استووا تراصوا فيما بينكم " وغيرها من الصيغ الواردة التي تفيد أن الأمر للوجوب ، كما هو مقرر في أصول الفقه.
٢- حديث : " لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم " وفي رواية " بين وجوهكم " .
وجه الدلالة: الوعيد الوارد في الحديث على ترك الفعل ، وهو يفيد الوجوب كذلك.
وهنا : تركوا التسوية والتراص ، بل ما يفعل هو : تباعد فاحش ، تبطل الصلاة به .
المسألة الثانية: حكم ترك الواجب في العبادة، هل يعود عليها بالبطلان أم لا:
- فالمعلوم أن ترك الشرط أو الركن سهوا أو عمدا يبطل العبادة .
- أما ترك الواجب في العبادة ففيه تفصيل :
فإن تركه العبد ناسيا صحت مع إمكان جبرها إذا تمكن.
أما إن تركه عمدا مع القدرة بطلت العبادة .
مثاله: التسمية في الأضحية هي واجبة على الصحيح من أقوال العلماء.
- فإن تركها الذابح ناسيا صحت ذبيحته وكانت حلالا .
- وإن تركها متعمدا لم تصح ، ولا يجوز الأكل منها .
وفي هذه الحالة : ترك التسوية والتراص عمدا فبطلت الصلاة بذلك .
- المسألة الثالثة: هل هذا الوباء يعتبر ضرورة حتى تصح الصلاة بهذا التباعد بين المصلين أم لا ؟ .
والصحيح أن : أن هذا الوباء ( كورونا) لا يعد من الضرورات ، بيانه:
- أنه لا يصح تطبيق قاعدة " الضرورات تبيح المحظورات " إلا بقيود الشرع وضوابطه ، ويتمثل ذلك فيما يلي:
أن تكون الضرورة قائمة بالفعل لا متوهمة ، ولا منتظرة ، ولا متوقعة ، لأن التوقع والتوهم لا يجوز أن تبنى عليه أحكام التخفيف .
وهذه الشروط المتعلقة بإعمال هذه القاعدة غير متحققة في هذا الوباء ،
فلا يكون سببا في التخفيف .
- كذلك : نسبة الوفاة من هذا الوباء حسب تقارير الأطباء المتخصصين أعلاها ما بين: ( ٣% إلى : ٥%).
وهذه النسبة ليست كبيرة حتى تعد من الضرورات .
إذ هناك أمراض نسبة الوفاة فيها أكبر بكثير .
والأوبئة والطواعين التي مرت وحصلت في تاريخ المسلمين كان عدد الوفيات فيها أكبر بكثير ، ولم يذكر أنهم صلوا بهذه الكيفية .
- ومن جهة أخرى:
فإن أداء الصلاة بهذا التباعد الفاحش ، يعد من الإحداث في دين الله عز وجل، فلا تصح الصلاة بذلك .
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين : " من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ". وفي رواية مسلم :" من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" .
فلم يعرف في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولا عمل أحد من الصحابة ولا التابعين و لا الأئمة والعلماء من بعدهم القول بصحة الصلاة بهذه الكيفية،
رغم حدوث الطواعين والأوبئة على عصور متطاولة.
- ومن زعم : أنه فعل هذا التباعد الفاحش في الصلاة أثناء حدوث الأوبئة على مر العصور فهو مطالب بالنقل الصحيح.
لأن : الأصل بقاء ماكان على ما كان ،
أي: أن العبادة تؤدى على ماهو مشروع معروف من صفتها .
هذا والعلم عند الله تعالى
ملخص فتوى شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله.
#رمضان_مبارك 🌙🌸
هذا اليوتيوب /channel/UCBpNvK6fS2TpgBJbPU21nFg/
اشتركوا في القناة
الفئة
عرض المزيد
تعليقات - 986
مقاطع الفيديو ذات الصلة على مسألة ترك صلاة الجماعة بسبب التباعد ووجوب الجماعة للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله الإمارات العربية المتحدة: