المدة الزمنية 19:47

العراق وحرب اكتوبر الإمارات العربية المتحدة

930 707 مشاهدة
0
27.5 K
تم نشره في 2022/07/06

سنة 1972.. خلاص مصر بتجهز نفسها للحرب.. كلها كام شهر ونضرب خط بارليف.. يفاجئ الرئيس السادات بتليفون من العراق.. أيوه خير؟.. قالوله يا سيادة الرئيس فيه وفد عراقى رفيع المستوى هيزور القاهرة يوم 26 مارس.. كمان كام يوم يعنى.. مين اللى بيرأس الوفد ده؟.. قالوله صدام حسين.. وهنا كانت المفاجأة.. ليه؟.. هقولك.. صدام حسين فى الوقت ده كان الرجل الثانى فى العراق.. بل يكاد يمتلك صلاحيات أكبر من الرئيس العراقى نفسه.. وده معناه ان الزيارة على أعلى مستوى.. وكان هنا السؤال.. ايه اللى يجيب صدام حسين مصر فى الوقت ده تحديدا.. قبل الحرب بكام شهر؟.. خصوصا وان العراق كان بينها وبين سوريا مشاكل.. العلاقات مش ولابد.. وسوريا هتحارب معانا؟.. يعنى أى تقارب بيننا وبين العراق دلوقتى تحديدا ممكن يأثر على علاقتنا بسوريا.. وده مينفعش يحصل.. خصوصا دلوقتى.. خلاص هنحارب.. وكان هنا السؤال المهم.. مين هيقابل صدام حسين؟.. قالك والله بما إنه الرجل التانى فى العراق.. مش الرئيس يعنى.. فده معناه ان الرئيس السادات ممكن ميقابلوش.. لكن فى نفس الوقت لازم اللى هيقابله يكون على درجة عاليه من الأهمية.. ده فى النهاية صدام حسين برده.. فتم اختيار نائب رئيس الجمهورية.. الدكتور محمد فوزى.. وحافظ اسماعيل مستشار الرئيس السادات للأمن القومى.. وممدوح سالم وزير الداخلية.. ومراد غالب وزير الخارجية.. والفريق سعد الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة.. اللى هو تقريبا كان فاضلهم جوز عساكر ويعلنوا الحرب.. ايه يا عم كل القيادات دى؟.. لكن طبعا كان اختيار القيادات دى مفهوم وهو اننا داخلين على حرب.. وزيارة صدام حسين بنفسه معناها ان الموضوع مهم ويستاهل.. لكن قبل زيارة أى وفد رسمي.. ودى معلومة على جنب كده ليك سيدى المواطن.. بيجتمع المسؤولين المصريين.. سواء كانوا فى المخابرات أو الجيش أو الخارجية أو الرئاسة.. وبيحاولوا يتوقعوا سبب زيارة الوفد الزائر ده.. طيب ليه بيعملوا كده؟.. ليه بيحاولوا يتوقعوا سبب الزيارة؟.. لأنك لما تتوقع السؤال أو الطلب.. هتقدر تجهز الرد.. فلما الوفد يوصل ويتكلم فى نفس الموضوع اللى انت توقعته.. تقدر ترد بسرعة ومتقولهمش بقى والله ادونا فرصة نفكر.. فمثلا لو صدام جاى علشان يطلب كذا هنقوله ايه؟.. هنرفض ولا هنوافق؟.. ولو رفضنا هنرفض ليه؟.. ولو وافقنا شروطنا ايه؟.. وهكذا.. المهم.. كل أطراف الوفد المصرى فى جلسة التوقعات دى.. اللى لسه قبل زيارة الوفد العراقى.. توقعوا ان صدام جاى يعرض المساعدة العسكرية على مصر فى حربها ضد إسرائيل.. مواطن جميل من حضراتكم يقولى ثانية واحده؟.. هى حرب أكتوبر دى مش كانت مفاجأة؟.. يعنى محدش كان يعرف عنها حاجه؟.. ازاى بقى العراق كانت عارفه وصدام كان جاى علشان يعرض علينا المساعدة العسكرية؟.. أقولك الله ينور عليك.. سؤال جميل.. لكن اسمحلى أجاوبك عليه بعد ما أقولك اللى حصل فى قعدة التوقعات دى.. علشان تعرف الفريق سعد الشاذلى قال ايه واختلف مع وزير الداخلية ممدوح سالم على ايه؟.. كل المسؤولين المصريين فى القعدة دى توقعوا ان العراق جاى مصر علشان يعرض مشاركة قواته المسلحة فى الحرب ضد اسرائيل.. وان العراق هيعرض المشاركة فى تصنيع وشراء السلاح اللازم للحرب.. وان العراق هيعرض تأسيس وحدة عربية بين مصر وسوريا والعراق.. وهنا اعترض ممدوح سالم وزير الداخلية.. وقال ان التوقعات دى حتى ولو كانت صحيحه.. فصدام حسين أو العراق بقى بشكل عام.. مش هيلتزم بتنفيذها.. هتبقى مجرد شعارات.. وبالتالى مينفعش مصر تعتمد عليها فى الحرب.. لكن مين يعترض على كلام وزير الداخلية؟.. الفريق سعد الشاذلى.. اللى قال ان لو توقعاتنا صح.. فلازم نشجع العراق على تنفيذها مش العكس.. ليه يا سيادة الفريق؟.. قالك أولا لأنى كرجل عسكرى فالعراق بالنسبة لى تمثل 250 طيارة مقاتلة.. و4 فرق مشاه و2 فرقة مدرعة.. والقوات دى لو اشتركت فى الحرب.. فده معناه اننا هنكسب الحرب بعدها بساعتين.. ساعتين زمن نكون مخلصين الموضوع ده.. طبعا الفريق سعد الشاذلى مقالش ساعتين بالظبط.. لكن أكد فى كلامه ان القوات العراقية لو فعلا اشتركت فى الحرب.. فده معناه اننا منتصرين بإذن الله.. هنحط على اسرائيل حطه جامده.. لكن فى حاجه مهمه لازم ناخد بالنا منها واحنا بنتفاوض مع صدام حسين.. ده الفريق سعد الشاذلى اللى بيقول.. وهى انه ممكن يشترط خضوع القوات السورية للقيادة العراقية فى الحرب.. وده لازم نرفضه.. ليه يا فندم نرفضه؟.. قالك لأن بكل بساطة القوات العراقية هى اللى هتكون فى ضيافة القوات السورية.. وبالتالى لازم القوات السورية هى اللى تقود القوات العراقية مش العكس.. انت موجود على أرضى يبقى انت اللى فى ضيافتى.. تبقى الكلمه الأول والأخيرة ليا أنا.. وده نظريا صح.. لأن أنا كصاحب الأرض.. أدرى منك بطبيعة الأرض.. وبالتالى قرارى فى وقت حساس زى وقت الحرب ده.. هيكون أدق وأصح.. النقطة التالتة وهى ان صدام حسين ممكن يشترط ان قواته متتحركش من العراق غير بعد ما الحرب تبدأ فعليا.. وده برده لازم نرفضه.. لأن ده معناه ان القوات العراقية هتتأخر.. ووصولها للجبهة قبل بداية الحرب هيساعد فى تركيز الضربة الأولى.. إنما لما القوات توصل بعد بداية الحرب فهتكون قوات داعمه مش ضاربه.. وبالتالى الضربة الأولى هتكون ضعيفة.. من المصادر البحث عن الذات للرئيس السادات مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الشاذلى #المواطن_سعيد #العراق #حرب_اكتوبر

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 2910