المدة الزمنية 5:51

النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد الإمارات العربية المتحدة

179 مشاهدة
0
22
تم نشره في 2021/07/09

بيان أهمية النيات و خطر النية الفاسدة و كذلك خطر العمل الفاسد. ------------------------------ الملخص الجامع لبيان منهج أهل السنة و الأثر: أولا، السنة: السنة في أصل اللغة العربية هي "المنهج المتبع"، و لذلك يطلق لفظ السنة لغويا على كل ما فعله أحد، و اتبعه فيه ءاخرون؛ و منه السنة الحسنة و السنة السيئة. أما السنة في اصطلاح العلم الشرعي، فهي المنهج المتبع مما ثبت عن النبي ﷺ من قوله و فعله و صمته و تركه و صفته و إقراره، سواء كان مرفوعا إليه لفظا أو حكما. ثانيا، الأثر: الأثر في أصل اللغة العربية هو "الدليل الباقي"، و لذلك يطلق الأثر على كل ما بقي ليدل على ما كان قد حدث قبله؛ و جمع هذا اللفظ هو "ءاثار"؛ و منه ءاثار الأقدام و ءاثار الأمم السابقة؛ أي ما بقي بعدها مما يدل عليها. أما الأثر في اصطلاح العلم الشرعي، فهو الدليل الباقي مما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - من حفظ السنة النبوية و فهمها و تطبيقها، و مما ثبت عن التابعين - رحمهم الله - من نقلها و تحقيقها و توثيقها. و على ما سبق، فإن "أهل السنة و الأثر" هم أهل المنهج المتبع و الدليل الباقي؛ فمنهجهم المتبع هو منهج النبي محمد ﷺ قولا و فعلا و صمتا و تركا و صفة و إقرارا، و دليلهم الباقي هو ما ثبت عن الصحابة - رضي الله عنهم - و عن التابعين - رحمهم الله - من التعامل مع السنة النبوية حفظا و فهما و تطبيقا و نقلا و تحقيقا و توثيقا؛ فأهل السنة و الأثر هم أهل المنهج و الدليل؛ فلا يتبعون الرأي و لا الهوى، لأن الرأي سبب البدعة، و الهوى سبب الأشر (بفتح الهمزة و الشين؛ أي بطر الحق و إنكاره بعد ثبوته)؛ و الأشر و البدعة ءافتان خطيرتان متلازمتان تؤديان إلى البهتان و الضلال. فالهوى بداية طريق الضلالة لأنه يورث صاحبه الأشر، فيتبع الرأي فيؤدي به الرأي إلى البدعة، ثم تجره البدعة إلى البهتان (و هو الافتراء على الله تعالى ليدافع عن البدعة)، فيوصله البهتان إلى الضلال بأي نوع من أنواعه، سواء كان إلحادا أو كفرا أو شركا أو نفاقا أو زندقة، فيسخط الله عليه، ثم يكون مصيره إلى النار؛ نعوذ بالله من سخطه و من النار. فمن اتبع هواه هلك، و من خالف هواه نجا؛ لذلك قرن الله عز و جل مخافة مقامه سبحانه بنهي النفس عن الهوى، فقال تعالى: "و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى." [سورة النازعات] و على الجانب الآخر، فإن الامتثال هو بداية طريق الهداية، لأنه يورث صاحبه استقصاء الدليل الذي هو الأثر، فيعرف من خلاله السنة، فيفهم بالسنة القرءان، فيقيم بالقرءان الإسلام، فيرضى الله تعالى عنه، ثم يكون مصيره إلى الجنة؛ نسأل الله رضاه و الجنة. و هكذا تكمن أهمية السنة و الأثر في أن رضا الله تعالى (المقتضي لدخول الجنة) لا ينال إلا بفطرة الإسلام، و الإسلام لا يقام إلا بهداية القرءان، و القرءان لا يفهم إلا ببيان السنة، و السنة لا تعرف إلا بثبوت الأثر. فنحن، أهل السنة و الأثر، نعمل على نبذ التطرف الديني و التعصب المذهبي، و نجدد المفهوم الشرعي الأصيل أنه لا قدسية لبشر بعد رسول الله ﷺ، و أنه لا اتباع و لا اعتبار لغير القرءان الكريم و السنة النبوية المطهرة و ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - كما نقلها و حققها و وثقها جهابذة التابعين. و لا نعتبر الرأي دليلا في ذاته، و لا نعتبر المذاهب المبنية على الرأي مصادر استدلال في ذاتها، و لا نعتبر العلماء المعاصرين - مهما بلغوا من العلم - حجة على السابقين الأولين، بل السابقون الأولون من المتقدمين حجة علي جميع المعاصرين في الرواية و الدراية على حد سواء. فمن جاءنا بآية قرءانية (ببيان السنة النبوية الصحيحة لتفسير الآية و مناطها) أو حديث نبوي (بالسند الصحيح و بيان الصحابة - رضي الله عنهم - لمعناه و سياقه) أو أثر من ءاثار الصحابة - رضي الله عنهم - (بالنقل الموثق من المصادر الأصلية المروية عن مصنفيها بالأسانيد الصحيحة)، قبلنا منه، و من جاءنا برأيه أو رأي شيخه أو رأي مذهبه أو رأي جماعته، رددناه عليه و ضربنا به عرض الحائط، رضي بذلك من رضي، و سخط من سخط. و ذلك لأنه لما سئل النبي ﷺ عن الناجين من الفتن عند تفرق الأمة في ءاخر الزمان قال في وصفهم: "الذين هم على ما أنا عليه اليوم و أصحابي." رواه الطبراني في المعجم ألأوسط و المروزي في السنة و غيرهما بسند صحيح. و في رواية أخرى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺَ: «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلًا بِمِثْلٍ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلَانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مِثله؛ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّة، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَة،» فَقِيلَ لَهُ: مَا الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي.» رواه الإمام الحاكم في المستدرك بسند صحيح على شرط البخاري و مسلم. و واضح جدا في الروايتين أن جملة "ما أنا عليه اليوم و أصحابي،" أي على سنة النبي ﷺ و ءاثار أصحابه الذين رضي الله عنهم و رضوا عنه، و هي الملة النقية التي كانوا عليها قبل ظهور الفتن و البدع و المحدثات و الفرق الضالة و الجماعات المنحرفة. جعلنا الله و إياكم من الناجين في الدنيا و الآخرة، و بارك لنا جميعا في الإسلام و القرءان و السنة و الأثر، و وقانا شر الضلال و البهتان و البدعة و الأشر. و صلى الله على النبي محمد و على ءاله و صحبه و التابعين، و الحمد لله رب العالمين. كتبه محيي الدين أبو سلامة محمد بن سلامة السني الأثري المصري. #محمد_بن_سلامة_الأثري #أهل_السنة_و_الأثر #رمضانيات_أثرية

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 15