المدة الزمنية 5600

قاتل الله الحسد ما أعدله .. بدأ بصاحبه فقتله الإمارات العربية المتحدة

بواسطة صدقة جارية
734 مشاهدة
0
75
تم نشره في 2023/07/05

لا يستطيع أي منا إنكار حقيقة شعوره برغبة قوية في الحصول على شيء يمتلكه شخص آخر. سواء كانت السمات الخَلقية أو وضعه أو قدراته أو موقفه، فقد شعرنا جميعا بهذا الشعور مرة واحدة على الأقل. ولكن ما يختلف فيه أحدنا عن الآخر كيفية تصرفه مع هذه السمة النفسية أكانت حسدا أم غبطة. الحسد وعي مؤلم أو بغيض لمزايا الآخرين، وتمني زوال النعمة عن المحسود وردها إلى الحاسد، وهذا بحد ذاته مرض نفسي مقيت ولا يجلب إلا الكره بين الناس، يقول الإمام الشافعي: كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك عن حسد للأسف يمكن العثور على الحسد في أي مكان تقريبا، وهذه بالطبع حقيقة محزنة. وينشأ هذا الخلق الذميم بسبب الإحساس الداخلي بضعف الإنسان وعدم قدرته على تحقيق ما يريده ويطمح إليه، وغالبا ما يُحسد الأشخاص على المناصب العليا والأوسمة وما يمتلكون من ثروة وسمعة مرموقة في حياتهم، مما يجعل نفس الحاسد تُوَلد حقداً كبير ودناءة في طبيعته. وعلى العكس منه، فإن الغبطة سمة نفسية حسنة، فهي الحب والتطلع إلى اقتناء ما يملكه الآخرون دون زواله عنهم وتمني الخير لهم على حد سواء. بل والتعلم منهم والاقتداء بهم في أمورهم التي يمتازون بها. والحسد مجرد مشاعر بغيضة، وله تداعيات تعود على صاحبها بالمضرة النفسية التي تؤدي إلى المضرة البدنية مع استمرار تدفقها في نفسه، حيث يمكن أن تكون عواقب الحسد وخيمة من شأنها أن تلحق الضرر بنفسه وحياته ومن حوله، فمثلاً المحسود قد يصاب بضرر بالغ جراء الحسد، وغالبا ما يكون هذا الأثر مماثلا للأثر الذي تحدثه العين، وأما الحاسد فمن العواقب التي سيتلقاها من ذلك: نفي الشخصية عن تفردها، حيث يعمي الحسد الشخص عن موهبته وما لديه من نِعم وخصال تميزه، حيث يبقي تركيزه على ما في حياة الآخرين، وبذلك لا يرى أبدا الأشياء العظيمة التي يمتلكها والصفات التي يتفرد بها. الألم النفسي الذي يتفشى في الجسد كالنار في الهشيم ويهلكه، فالحسد آفة عاطفية قلبية ولن يتوقف إلا بعد حصوله على ما تتمناه النفس وإن كلف ذلك بأن يقوم الحاسد بإيذاء المحسود وإلحاق الضرر بما يملك حتى يصبحا متساويين في الأمور. الحسد يقود إلى خطايا وأمور شنيعة أكبر مما يعتقده الحاسد، فقد يلجأ إلى السلوك العدواني حتى يحقق مبتغاه أو يبدأ بنشر الشائعات حول المحسود حتى يفسد حياته ويدمرها بين يديه. وتبعات ذلك لا تولد إلا الحقد لدرجة الوصول للاكتئاب إذا لم يتحقق ما يسعى إليه. إفساد العلاقات بين أفراد المجتمع بسبب الحقد والكراهية فهو من المخاطر الاجتماعية، باعتباره مُوغِراً للصدور ومُذهباً للأجور، وقاطعاً للأواصر ومزيلاً للدين من الصدور. إذن، بدلا من حب الخير للغير والشعور بالسعادة بنجاح الآخرين، ما الذي جناه الحاقدون والحاسدون من هذا كله؟ ما كسبوا إلا التعب النفسي والجسدي، وحصيلة ذلك تراكم المآسي والهموم على قلوبهم جراء تمسكهم بهذه الآفة المقيتة والشنيعة. قال الفقيه أبو الليث السمرقندي "يصل الحاسد 5 عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود، أولها غم لا ينقطع، وثانيها مصيبة لا يؤجر عليها، وثالثها مذمة لا يُحمد عليها، ورابعها سخط الرب، وخامسها يُغْلَق عنه باب التوفيق".

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 2