المدة الزمنية 22:45

قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام والبلاء العظيم/النمرود/هاجر/إسماعيل/زمزم/الذبح/بناء الكعبة.. الإمارات العربية المتحدة

31 مشاهدة
0
1
تم نشره في 2021/06/14

#فضلا_لاتنسو_الاشتراك_تفعيل_الجرس_والاعجاب_ونشر_المحتوى_كدعم_وتشجيع 🕋🕋🕋 بلاء إبراهيم عليه السلام 🕋🕋🕋🕋🕋🕋🕋 إبراهيم الخليل، أبو الأنبياء، خليل الرحمن، أحد الخمسة من أولي العزم من الرسل، كان نصيبه من البلاء عظيما، لقد امتحن امتحانًا صعبًا في نفسه، وفي يقينه، وأشد من ذلك في ولده الذي كان حلم حياته، وأمنية عمره، والمستقبل الذي كان يرنو إليه وينتظره. إبراهيم الخليل بلغ من العمر عتيا، وتعطلت فيه وفي زوجه أسباب الإنجاب الطبيعية، ورغم ذلك كان يتحرق شوقًا إلى الولد، وكان دائم الدعاء إلى الله تعالى بأن يهبه سبحانه الولد، والهبة دائمًا تأتي على غير استحقاق أما الرزق فله أسبابه وله دواعيه. واجه أبو الأنبياء إبراهيم قومه بدعوة الحق، بل كان أبوه يتولى صناعة الأصنام، ويبيعها إلى قومه ولما دعاه إبراهيم (عليه السلام) إلى الإسلام قال له: «وَإِذْ قَالَ إبراهيم لأبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ» (الأنعام/74). ولم يكتف إبراهيم عليه السلام بالدعوة فقط، بل عمد إلى الأصنام في غيبة قومه وقام بتحطيمها، وجعل الفأس في رقبة كبيرها، فلما عاد القوم ووجدوا أصنامهم قد حطمت لم يجدوا بدًا من اتهام إبراهيم عليه السلام بأنه وراء هذا الفعل الشنيع، قال تعالى: « قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إبراهيم (60) قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61) قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إبراهيم (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)» (الأنبياء)، وحين تجرأ إبراهيم عليه السلام على هذا الفعل كان يعلم أنه يعرض نفسه لبلاء عظيم: «قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ» (الأنبياء/68). كان هذا قرارهم، ولكن كان هناك قرار آخر، وإرادة تفوق إرادتهم، إنها إرادة الله تعالى وقراره: «قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إبراهيم» (الأنبياء/69). بلاءً آخر كان ينتظره أشد من البلاء الأول، لأن البلاء الأول كان في نفسه، أما البلاء الثاني فهو في ولده، الذي هو ثمرة فؤاده، قال تعالى: «رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إبراهيم (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)» (الصافات). «أني أذبحك!!».. يا له من بلاء عظيم، هكذا وبعد أن فرح فرحًا غامرًا، وسعد سعادة لا حد لها بهذا المولود المبارك الذي جاءه على غير استحقاق، والذي تفجر الماء المبارك من تحت قدميه المباركتين ليحيي الأرض بعد موتها، ويجمع الناس حولها، إنه بلاء يهون أمامه بلاء الحرق بالنار، فالإنسان قد يصبر على البلاء إذا أصابه في نفسه، ولكنه لا يصبر على ألم يصيب أبناءه، وخاصة وحيده الذي كان أمنية حياته إلا إذا كان من أولي العزم من الرسل، ولأن إيمان نبي الله إبراهيم عليه السلام عظيم، فكان لا بد أن يكون بلاؤه عظيما أيضًا، ثم تكون المكافأة الأعظم حين اختاره الله تعالى إمامًا للناس، قال تعالى: «وَإِذِ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» (البقرة/124). إنه البلاء العظيم.. وإنه الصبر العظيم.. وإنها المكافأة العظيمة!!

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0