المدة الزمنية 8:10

هل يشعر الانسان بأكل الدود للحمه في القبر ؟ ومن سينجو من هذا الأمر ؟ الإمارات العربية المتحدة

بواسطة المُدهِش
2 377 مشاهدة
0
73
تم نشره في 2021/06/04

هل سيشعر الميت بأكل الدوود للحمه ولتفتت عظامه الموضوع سيكون مؤلم جدا وخطييييير. قال الله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) الأحقاف/ 35 ، كقوله : ( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النَّازِعَاتِ/ 46 ، وَكَقَوْلِهِ : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) يُونُسَ/ 45، قال ابن كثير رحمه الله : " وَحَاصِلُ ذَلِكَ أَنَّهُمِ اسْتَقْصَرُوا مُدَّةَ لُبْثِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَفِي الْبَرْزَخِ حِينَ عَايَنُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشَدَائِدَهَا وَطُولَهَا " انتهى من " تفسير ابن كثير" (7/ 305) . فيخبر الله عن سرعة انقضاء الدنيا ، وأن الناس إذا عاينوا الآخرة ، لم تكن الدنيا التي عاشوها ومرت بهم أيامها إلا بهذا القدر الضئيل الذي لا قيمة له . فتبين بذلك : أنه لا دليل على " توقف الزمن نهائيا " بالنسبة للميت ، كما ورد في السؤال ، إنما دل الدليل على أنه لا يشعر بالزمن على حقيقته ، وأنه تمر عليه الأزمان الطويلة ، كأنها أقصر ما يكون . ولا تعلق لذلك بنفي عذاب القبر ، ولا إثباته . واعتبر ذلك بحال النائم ، فإن النائم لا يشعر بالزمن على حقيقته ، بل تمر عليه الساعات وربما الأيام ، كأنها لحظات ، لكن ذلك لا يعني أنه قد فقد الحياة ، أو أنه قد فقد الشعور بالزمن ، أو أنه لا يحس بشيء ولا يتألم ، ولا يتوجع ، أو أنه لا يرى في منامه ما يرى من الأحلام المختلفة ؛ بل يرى في الساعات الطويلة : أحلاما قصيرة سريعة الانقضاء ، وقد لا يرى شيئا ، ويرى في اللحظة واللحظات ، أحلاما ، فيها أمور جسام ، وتفصيلات عظام ، وهو ما نام إلا قليلا !! فما علاقة ذلك ، إذا بنفي عذاب القبر ؟ وما علاقة أمر لم نفهم حقيقته وكنهه على وجهه الصحيح ، بتحريف القرآن ، أو غير ذلك من الترهات ، ووساوس الشياطين ؛ سبحانك هذا بهتان عظيم . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " اعلم أن الزمن بالنسبة للميت يذهب سريعا ، كأنه ليس بشيء ، أمات الله رجلا مائة عام فلما بعثه : ( قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) البقرة/ 259 ، وهي مائة سنة ، كذلك أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا، وهو نوم ، والنوم ليس كالموت ، الموت أسرع في ذهاب الوقت ، وهؤلاء الأموات الذين ماتوا لهم منذ سنين طويلة تجدهم كأنهم ما مرت عليهم دهور طويلة ، كأنهم الآن ماتوا ، قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النازعات 42 - 46 " . انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين"

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 17