المدة الزمنية 5900

حديث عظيم عن ما سيحل في العالم إذا فعلوا هذه المعاصي. الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله. الإمارات العربية المتحدة

13 323 مشاهدة
0
288
تم نشره في 2022/05/22

حديث إذا فعلتم خمسة عشرة خصلة حل بها البلاء وللترمذي عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء قيل : وما هي يا رسول الله ؟ قال : إذا كان المغنم دولا ، والأمانة مغنما ، والزكاة مغرما ، وأطاع الرجل زوجته وعق أمه ، وبر صديقه وجفا أباه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، وأكرم الرجل مخافة شره ، وشربت الخمور ، ولبس الحرير ، واتخذت القينات والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وقذفا ومسخا » 1 وقال غريب وفي إسناده فرج بن فضالة ، ضعف من قبل حفظه ، وفي إسناده من ؟ فرج بن فضالة ، ضعف من قبل حفظه وأخرجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . هذا الحديث على ما فيه من التضعيف الذي أشار إليه الترمذي ، ففي كثير مما تضمنه شواهد في الصحيح مضى بعضها وبعضها سيأتي ، إذا كان المغنم عندك دولا أو دولا ، الغريبة تكون ذولا وفي بعض الألفاظ الفيء ، والفيء يشمل الغنائم ، ويشمل الفيء بمعناه الخاص ، لأن الغنائم هو ما استولى عليه المسلمون من أموال الكفار بالقوة ، والفيء بالمعنى الخاص : ما ظفر به المسلمون بغير قتال كما في آيات الحشر ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم } -2 يعني : يتداولونه ويستولون عليه ويحرم منه أهله والأحق به إذا كان الفيء دولا ، أو إذا كان المغنم دولا ، نعم إذا كان المغنم دولا . « والأمانة مغنما » 3 تكون الأمانة غنيمة ، من استودع وديعة استحلها غنيمة باردة بالخيانة ، تكون الأمانة كالغنيمة لدى الخائن ، « والأمانة مغنما والزكاة مغرما » 3 يعدها من تؤخذ منه غرما . ومن الأغراب من يتخذ ما ينفق مغرما } 40 يتخذه مغرما يعده مغرما ، لا يؤدي الزكاة إيمانا واحتسابا وعبادة لله وطاعة يرجو ثوابها وذخرها عند الله ، بل يؤديها كارها كحال المنافقين ، تؤخذ منه قسرا ، فيعدها مثل الضريبة مثل الضرائب التي تؤخذ من الناس بغير حق ، هذه بعض الخصال ، إذا كانت هذه الخصال وما بعدها ، فإنه تبتلى الأمة بما تبتلى به ، نعم . الرابعة « وأطاع الرجل زوجته وعق أمه » 5 هذه معدودة عندكم واحدة أو اثنتين ، اثنتين يا شيخ ، الله أعلم هذه من الإشكال ، في الحقيقة عقوق الأم حرام مطلقا سواء أطاع الرجل امرأته أو لم يطع ، وطاعة الرجل لامرأته ليس مذموما على الإطلاق ، إذا أطاعها فيما أباح الله ، فلا ضير عليه ، فتكون إذن هما خصلتان مذمومتان وبينهما مفارقة : أطاع الرجل امرأته يعني فيما حرم الله ، أطاعها في المعصية . { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم } .6 قد تمنعهم من القيام بواجب ، وقد تحمله على فعل معصية فيما يتعلق به أو فيما يتعلق بها ، فيستجيب ويطيعها فيكون عاصيا بذلك . . ومن هذه حاله فلا بد أن يكون أغرق في حبه لزوجته وانقياده لأمرها ، وفي المقابل يعق أمه ، وهذا من الطبيعي ولهذا كان بين الخصلتين تناسب : يطيع زوجته طاعة عمياء ، ويبالغ في طاعتها واتباع أمرها ، وأمه يعقها يعصيها ويؤذيها ، ولا شك أن عقوق الأم من كبائر الذنوب ممن كان متزوجا أو غير متزوج ، ممن يطيع زوجته أو لم يطعها ، لكن إذا جمع الرجل بين الخصلتين بين طاعة المرأة واتباع أمرها والاحتفاء بها مع عقوق الأم كان هذا أقبح ، لأن ذلك يتضمن تفضيل زوجته على ومن أجل بر أمه بر وهذا لا يعني أن الرجل يعني يضرب المرأة لبر أمه و لا ، للأم حق وللمرأة حق ، فالواجب على المسلم أن يؤدي لكل ذي حق حقه ، ولا يغلب واحدة منهما على الأخرى ، لا يغلب جانب المرأة بحيث إنها تتسلط على أمه وتؤذيها وتحتقرها ، ولا كذلك يغلب في أمه حتى يقصر فيما يجب لامرأته ، وحتى يؤديه بره بأمه إلى ظلم المرأة ، هذا يحصل من بعض الناس يظلم المرأة باسم البر بأمه لا ، يوقف كل أحد عند حده ، الواجب على المسلم أن يوقف كل أحد عند حده ، يعالج بالطرق السلمية بالطرق الحكيمة ، وإن لم يندفع الشر إلا بالحزم والقوة فعل يمنع الظلم مرفوض وممنوع . « وبر صديقه وجفا أباه » أو أقصى أباه وهو بمعنى العقوق وعق أباه ، بر صدیقه احتفى به أكرمه ، تجد من هذه عادته يكرم صديقه ويحتفي به ويقدم له أنواعا من الإحسان ، وفي المقابل يقصي يبعده يجفوه ، هذا أيضا القول فيه يشبه القول في المرأة والأم . « بر صدیقه » يعني صديقه أحب إليه من والده ، يهش ويبش لصديقه ، ويقوم له ويدنيه ويقربه ، وعلى النقيض من ذلك أبوه يزور بوجه عنه ويعرض عنه ، ويغلظ له في الكلام ولا يبالي ، ، هذا لا شك أنه من أقبح الأخلاق كما قلت يعني لو فعل هذا بأبيه وإن لم يكن له صديق يبره ويعتني به كان هذا قبيحا ، لكن إذا جمع بين الأمرين كان هذا أقبح . { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } -8 فالجمع بين الأمرين أقبح ، الجمع بينهما فيه زيادة قبح : يستوفي حقوقه كاملة ، ويقصر في حقوق الناس « وبر صديقه وجفا أباه » 7 نعم . « وارتفعت الأصوات في المساجد » 9 نعم وارتفعت الأصوات في المساجد ، ويقول أيضا من هذه الخصال الخمسة عشر : « وارتفعت الأصوات في المساجد » 9 معلوم أن المراد على حال تقدير صحة الحديث ، وكما قلت : إن الحديث وإن كان ضعيفا ، فإنه قد يكون متنه صحیح المعنى بالشواهد بدلالة القواعد الشرعية . ارتفعت الأصوات في المساجد ، المساجد بيوت العبادة . { أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمة ) 10 ومن رفع المساجد واحترام المساجد غض الأصوات فيها ، لأن رفع الصوت في حد ذاته مذموم ، رفع الصوت من غير حاجة تقتضي ذلك ، يخص من هذا لا شك ما يشرع فيه رفع الصوت ، الأذان لا يدخل ، هذا يكون في المسجد ولا يدخل ، رفع الصوت بالخطبة هذا غير داخل ، رفع الصوت بالخطبة بالمسجد ، رفع الصوت في التعليم والدروس للإسماع هذا غير داخل .

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 37