المدة الزمنية 1:00

سلسلة_أحــاديث_لا_تصــح_رقم: 148 حديـــث: إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء الإمارات العربية المتحدة

76 مشاهدة
0
2
تم نشره في 2022/11/19

#قُلْتُ: الحديث من طريق صالح بن عبد الله الترمذي، حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمر بن علي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: {إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، فقيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا كان المَغْنَمُ دُولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وأطاع الرجلُ زوجته، وعقَّ أمه، وبرَّ صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيمُ القوم أرذلَهم، وأُكرم الرجل مخافة شره، وشُربت الخمور، ولُبس الحرير، واتخذت القَيْنات والمعازف، ولعن آخرُ هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، أو خسفًا، ومسخًا}. أخرجه الترمذي. وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري غير الفرج بن فضالة، والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه، وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة. وقال الحافظ العراقي: ضعيف لضعف فرج بن فضالة. وقال الحافظ الذهبي: منكر. وقال الإمام ابن الجوزي: مقطوع واه لا يحل الاحتجاج به. انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة للشيخ الألباني رحمة الله عليه 3/312 – 313 الحديث رقم: 1170، 1171. وضعيف الجامع الصغير وزيادته 1/86 الحديث رقم: 608. قُلْتُ: وفيه علة أخرى، فالحديث من رواية محمد بن عمر بن علي رحمة الله عليه ولم يسمع من جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل ولم يدرك زمانه. وقد أخرجه الإمام الترمذي من طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه من طريق علي بن حُجر، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن المستلم بن سعيد، عن رُميح الجُذامي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: {إذا اتخذ الفيء دولًا، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وتُعلِّم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعق أمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، وزلزلة، وخسفًا، ومسخًا، وقذفًا، وآيات تتتابع كنظامٍ بالٍ قُطع سِلْكُه فتتابع}. قُلْتُ: وهذا الحديث ضعيف جدًا، لأن رميحًا الجذامي ويقال لـه: الحزامي بالحاء المهملة والزاي مجهول كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمة الله عليه في التقريب، وتهذيب التهذيب. #والخلاصـــــة: الحديث المذكور لا يصح سنده كما بينت، ومن المؤسف حقاً أن تجد الكثير من الدعاة والخطباء والوعاظ لا يبذل جهداً لمعرفة صحة مثل هذه الأحاديث من عدمها، وفي الأحاديث الصحيحة الغُنية عن مثل هذه الأحاديث الباطلة والتي لا تصح. وعلى المسلم أن يحذر من أمثال هذه الأحاديث، وفي الأحاديث الصحيحة عن الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم المدونة في دواوين وكتب الحديث المعتمدة مثل الصحيحين والسنن والمسانيد غنية لمن وفقه الله تعالى إلى الخير عن اللجوء إلى أخبار الكذابين والوضاعين، ويجب على الخطباء والدعاة التحري الشديد في نشر الأحاديث لا سيما في زماننا هذا مع سهولة التحقق من صحتها عبر المواقع الحديثية المتخصصة، ولا ينبغي المسارعة بنشرها من غير تثبت من صحتها بالرجوع للمصادر المعتمدة أو سؤال أهل العلم المتخصصين، ويجب على مَنْ عنده علم أن ينصح مَنْ ينشرها ويبين له ذلك بقدر وسعه وطاقته. ولهذا قال الشيخ ناصر الدين الألباني رحمة الله عليه في (مقدمة ضعيف الأدب المفرد ص6): (واعلم أنَّ التعرف على الحديث الضعيف أمرٌ واجبٌ وحتمٌ لازمٌ على كل مسلم يتعرَّضُ لتحديث النَّاس وتعليمهم ووعظهم، وقد أخلَّ به جماهيرُ المؤلفين والوعاظ والخطباء، فإنَّهم كثيراً ما يروون من الأحاديث ما لا أصل لها، غير مبالين بنهيه صلَّى الله عليه وسلَّم عن التحديث عنه إلا بما صح، كقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: {إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ، فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ}. وبالله التوفيق.

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0