المدة الزمنية 3900

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم الإمارات العربية المتحدة

بواسطة صدقة جارية
163 مشاهدة
0
5
تم نشره في 2023/04/11

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد: فمن فضل الله الكريم أن رتَّب الأجور العظيمة على العبادات اليسيرة؛ فمن ذلك: ما ورد في فضل بعض الأذكار، كالفضل الوارد في: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، فهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن؛ فينبغي للمسلم أن يكثر منهما، وأن يستحضر معانيهما التي ذكرها أهل العلم؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "وقوله: (سبحان الله وبحمده) الباء هنا للمصاحبة؛ أي: أُسبِّح الله تسبيحًا مقرونًا بحمده، فيكون جمعًا بين التخلية والتحلية؛ فالتخلية تكون عن صفة العيب، والتحلية تكون بإثبات صفات الكمال، وبذلك يتم الكمال؛ إذ إن الكمال الذي يمكن أن يقترن به عيب ليس كاملًا، ونفي العيب الخالي من الكمال ليس كاملًا، وإنما يتمُّ الكمال بما إذا انتفى النقص، وثبت الكمال، ولهذا جمع بينهما، فقال: (سبحان الله وبحمده)، وقوله: (سبحان الله العظيم) تأكيد لما سبق، والعظيم: ذو العظمة والجلال". وقال رحمه الله في شرح قول الإمام ابن القيم في النونية وهو "العظيم بكل معنى": "فهو عز وجل عظيم في ذاته، عظيم في صفاته، عظيم في أفعاله". ومن أراد الأجر الكامل، فليستحضر معانيَ ما يقول من أذكار؛ قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: "وهذه الأجور العظيمة، والعوائد الجمة، إنما تحصل كاملة لمن قام بحقِّ هذه الكلمات، فأحضر معانيها بقلبه، وتأملها بفهمه، واتضحت له معانيها، وخاض في بحار معرفتها، ورتع في رياض زهرتها". ولا يعني هذا أن من قال الذكر بلسانه ليس له أجر؛ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "الذكر النافع هو ما كان مبنيًّا على ذكر القلب، لكن مطلق الأجر والثواب يحصل بالقول". وهذا الذكر: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" اشتمل على كلمتين، جاءت النصوص بفضلهما. فمن ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))؛ [متفق عليه]؛ قال الإمام الطيبي رحمه الله: "الخفة مستعارة للسهولة، شبه سهولة جريان الكلمتين على اللسان بما يخف على الحامل من بعض الأمتعة، فلا تتعبه كالشيء الثقيل". وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله: ((خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان)) وصفهما بالخفة والثقل؛ لبيان قلة العمل وكثرة الثواب ... وفي الحديث حثٌّ على المواظبة على هذا الذكر وتحريض على ملازمته؛ لأن جميع التكاليف شاقة على النفس، وهذا سهل، ومع ذلك يثقل في الميزان، كما تثقل الأفعال الشاقة، فلا ينبغي التفريط ... وقوله: ((حبيبتان إلى الرحمن)) تثنية حبيبة، وهي المحبوبة، والمراد أن قائلها محبوب من الله، ومحبة الله للعبد إرادة إيصال الخير له والتكريم، وخصَّ الرحمن من الأسماء الحسنى؛ للتنبيه على سعة رحمة الله؛ حيث يجازي على العمل القليل بالثواب الجزيل".

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 0